آراء

الياس الشدياق

بالرغم من أن المنافسة الأشرس في كرة القدم تبقى بين اللاعبين والنجوم على أرض الملعب، توجد منافسة بين مدربي الفرق بعيدة نوعاً ما عن الإعلام ولكنها موجودة عند الجماهير التي تهتف لمدربي فرقها لتعتبره الأفضل على الإطلاق.


بعد تحقيق ريال مدريد إنجازه التاريخي بالفوز بثلاثة ألقاب على التوالي في دوري أبطال أوروبا، اعتبر العديد من المتابعين أن زين الدين زيدان هو المدرب الأفضل في العالم وهو الذي لا يُقهر، وذهب بعض الجمهور لاعتباره أفضل من بيب غوارديولا، صاحب السداسية التاريخية مع برشلونة عام 2009.


ما هي خطت زبيدان لمباراه الاياب ضد المن سيتي وماذسيرد قورديولا حيال ذالك


زيدان الضائع

إذا قررنا وضع الأمور كما هي أمامنا نجد بان زيدان قاد مجموعة مميزة من اللاعبين لعبت بكيمياء عالٍ جداً، تمكنت من فرض نفسها على باقي الفرق بخبرة عالية خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، في حين لم تتمكن من فرض نفس الهيمنة محلياً، حيث فاز زيدان بلقب واحد في الدوري الاسباني في المواسم الثلاث التي نتحدث عنها.


إضافة الى ذلك، لم يملك زيدان فلسفة واضحة لخوض مبارياته، والأهم في الفريق كان أمرين الكيمياء وتواجد لاعب هدّاف مثل كريستيانو رونالدو الذي مع مغادرته الفريق إضافة مع زيدان انهار ريال مدريد تماماً.


لزيدان تجربتين مع ريال مدريد، الأولى ناجحة الى حدٍّ كبير والثانية تميل حتى هذه الساعة الى الفشل كونه لم يتمكن منذ منتصف الموسم الماضي حتى ما قبل توقف الدوريات إعطاء الاستقرار المطلوب للفريق وايصاله الى بر الأمان، بحيث لا يزال يتخبط الفريق من دون خطة واضحة لطريقة لعبه.


يعتمد زيدان بشكل أساسي على "العسكر القديم" لديه، يرفض فكرة التجديد حتى ولو اتى بمهمة التجديد مع ريال، حتى الساعة لا يوجد تصور واضح مثلاً للموسم المقبل، لا يزال زيدان متمسكاً بلوكا مودريتش ولا يوجد شيء ملموس على وصول مارتن اوديغار الى الفريق مثلاً.


غوارديولا أكثر ثباتاً

لم يتأخر بيب غوارديولا على فرض خططه وشخصيته على فريق برشلونة لحظة وصوله، فهو تخلى بجرأة عالية عن مجموعة من اللاعبين على رأسهم رونالدينيو، ومع تطبيق "التيكي تاكا"، سيطر على اسبانيا وأوروبا والعالم خلال موسمه الأول محققاً السداسية التاريخية.


اعتمد غوارديولا كثيراً على مدرسة الفريق، فهو لطالما راهن على لاعبين جدد من أكاديمية "لا ماسيا" ونجح بذلك، نقل أفكاره الى الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ وكانت التجربة ناجحة نسبياً إذا ما وضعنا ملف الفوز بدوري أبطال أوروبا جانباً، كون المدرب لم يمكن من تحقيق هذا الحلم في ألمانيا.


مع توليه مهمة تدريب مانشستر سيتي، راهن الكثير من المحللين على فشل هذه المهمة كون أفكار المدرب الإسباني لا يمكن أن تُطبق، بحسب اعتقادهم، في الدوري الإنجليزي، وزادت الانتقادات بعد الموسم الأول الصفري، حيث لم يحقق غوارديولا في ذلك الموسم أي بطولة لأول مرة في مسيرته التدريبية.


امتلك غوارديولا الصبر الكافي وكان على ثقة بأنه قادر على "احتلال إنجلترا"، فسيطر على الدوري الإنجليزي في موسمه الثاني والثالث ورغم بعض الصعوبات هذا الموسم بسبب الإصابات وغيرها، لا يزال مانشستر سيتي من بين أفضل الفرق المنافسة، وهو ينافس على لقب دوري الابطال في حال تم استكماله هذا الموسم.


لماذا علينا اختيار غوارديولا؟


اذا ما قررنا اختيار غوارديولا لقيادة فريقاً ما، هذا لا ينتقص من أهمية زين الدين زيدان ابداً، ولكن بين مدرب قادر لديه الخبرة في ثلاث دوريات مع ثلاث فرق مختلفة وبين مدرب خاض تجربة واحدة، بين مدرب يعتمد على خطط واضحة على ارض الملعب وبين آخر دائماً ما يتخبط بقراراته وهو بحاجة لعناصر معينة لنجاح مهمته.


بين مدرب ادخل التيكي تاكا الى عقول المتابعين وبين مدرب آخر لم يترك أي بصمة تذكر بالخطط التكتيكية على ارض الملعب، نعم علينا اختيار غوارديولا بعيداً عن عواطفنا.




المصدر : يورسبورت